تانيد ميديا : قلما تسكن إحساساتي على حال؛ فهي دائما في ترحال. أحيانا يتوقف انتباهي برهة قصيرة عند إحدى محطاتها. فيما يلي إحداها دونتها على فيسبوك ظهيرة اليوم بينما كنت أفكر في كون أكبر مدينة في وطننا “عاصمة للثقافة الإسلامية” رغم حداثة سنها نسبيا والشكوك التي تثار حول مدى استعدادها للحدث. ولا تلوموني إن كانت إحساساتي ناقصة أو خاطئة. فتلك من محاسن الخواطر وزلاتها: تذكرنا بأننا غير معصومين.
“تأليف الشعر بالعربية غير الفصحى أمر مألوف في جميع الدول العربية. لكن فيه لون أظنه خاصا بموريتانيا. وله مميزات تعطيه نكهة طرية لا توجد في غيره من الفنون.
وسوف أغامر وأحاول تلخيص أهمها حسب ما أتصوره، رغم ضعف شاعريتي:
1. كلماته قليلة جدا: لا تزيد على حجم بيت واحد من الشعر الفصيح.
2. شديد الكثافة والتركيز من حيث المضمون.
3. لا تخرج أغراضه عادة عن الغزل. لكنه غزل يمتاز بدرجة فائقة من العفاف تقتضيها طبيعة المجتمع المحافظة وترسخ الحياء فيه.
4. صناعة نسوية لا يشترك الرجال فيها، رغم أنهم هم الملهِمون بلا منازع.
5. ليست له مقاييس عروض معروفة: المؤلفة لا تتقيد بتفعيلة محددة؛ فلكل منهن مقاييسها التي تتغير تبعا لحاسة موسيقاها السمعية الآنية.
6. كثير الانتشار في موريتانيا وفي بلاد “البيظان”. فيكفي أن يسأل المرء أي “بيظاني” عن اسم هذا اللون ليحصل فورا على المعلومة المطلوبة: التبراع”.